قصيدة “ذكرى تعاود”

لقصيدة:

ذكرى تعاود والذكرى لتمريني *** فيما قضيته من عمري وفي ديني
ذكرى تعاودني والقلب ينكسر *** فمن بحقٍّ على حالى يحاكيني!؟
لمَ البكاء وأنت اليوم … مغتبط!؟ *** أجل، ولكنما التسويف يُبكيني
أجل، يخوفي الإهمال في عملي *** كذا يخوفني التقصير في الدين
أبكي على قلتي في الجد والعمل *** والعمر ينقص بين الحين والحين
وكلما جاء ذكر الموت…أفزعني *** ضياعة العمر فيما ليس يُجْديني
قد قيل إن شباب العمر أخطرُه *** لكنّ لذتَه بالرغم … تُنسيني
قضيت جل حياتي غير منتبه *** بأنّ ثانيةً في العمر … تُفنيني
مرّ الثلاثون عامًا بي ومن عجبي *** أن المرور كلمح الجفن في حين
ومرّ من بعده عَقدٌ بــه اكْتــمل *** للعمر كهلٌ، فماذا بعدُ يأتيني
والأربعون إذا ما تم … للبشر *** فمرحبا نحو … ساحات المدافين
وما تبقّى من الأعمار يقلقني *** بالخير أقضيه أم بالعكس يأتيني

*****

ذكرى تعاودنا … لكن تذكرنا ** نُصْحًا،كما جاءنا في سورة التين
تزداد أعمارنا حتما …وتنتقص ** والمرء من بينها… يحيى إلى حين
فقد رأيت شباب اليوم في مرح ** مستمرئا دائما … شمَّ الرياحين
رأيتهم …فُتِنوا بالمال …والرتب ** والمبتلَى بهما حينا …كمجنون
وآخرين على حالي … وجدتهم ** مقصّرين بلا جهد … ولا دين
إن كان هذا لنا وصفا لفتيتنا ** فما المصير؟ أفيدوني … وأفتوني
وما المصير … إذا ما شعب أمتنا ** في لُـجَّة الغيّ حيرانا …كمفتون
وما المصير غدا .ن ضاع فتيتنا ** مستقبلٌ غامضٌ! شر المضامين!!

عشت الشباب على قلب يساورني ** بأنني أملك الدنيا … يناجيني
كفاكِ يا نفسُ لست اليوم منخدعا ** قد طالما … بأمانيَّ … تُمنيني
بالمال حينا …تمنّيني وتخدعني ** وبالزخارف أحيانا … تُرجِّيني
فقد تعلمت مما فات … من خِبَر ** أن الشباب … بلاء للمساكين
فكم تظاهر … مني العزم للعمل ** فبان لي… أنه زعمٌ … بمكنوني
وكم تمنيت أني… لست …أقترف ** حتى ألاقيَ حتْفِي… أو يلاقيني
أقسمت بالله هل من بعده قسم ** إن الصبا محنة، ويـحاً… لمفتون!
فليستعد الذي من بعدُ …بالهمم ** وبالجهاد وبالإحسان … والدين
ونعمة الله لا أحصي.. لها عددا ** وهل تُعَدّ رمال الماء والطين!؟
أسدي إليه ثناء الشكر والمنن : ** أعزُّها … منّة الإيمان والدين
فكلما حارت الأفهام ..أرشدني ** أو كلما زلّت الأقدام … يهديني
فلم أكن كافرا … فيما يخولني ** بل لم أكن بالذي أعطى…بمغبون
أمري إليك إلـهي … لا تحيرني ** أرجو مزيدا من الخيرات يأتيني

*****

لي خطة يا إلهي … أنت تعلمها *** هل كان في العمر ما للعزم يكفيني؟
قد كنت أطمع قبل الأربعين مُنَى: *** هِمَماً.. تمنيتها … من قبل عشريني
همماً أعايشها … بل ما أفارقها *** حتى بدا ليَ في عمري … ثلاثيني
حتى أتى بعدُ سنُ الرشد …مبلغه *** والعيش من بعد هذا اليوم يُضنيني
لي خطة يا إلهي… لو سمحت بها *** فهل أُلَاحِقُها… من قبل خمسيني!؟
وهمتي …أن أراني … نائل الهدف *** وإن ذلك… يُجدي … قبل ستيني
من بعد ما قد قضيت الجُلّ في غِرَرٍ *** فهل أرى لي رجاءً… قبل سبعيني؟
ولي الرجاء …وكَلاَّ ،… لا أكذّبه *** ما زِلْت حيّاً…بأمر الكاف والنون
إن الغنى في شباب العمر…حسّنه *** لكن …زيادة فضلٍ … في ثمانيني!
إذِ الحياة… حياة العجز… والهرم *** بين الثمانين… أو من قبل تسعيني
وبعد ذلك …فالإعداد …للأجل *** فلا رجاءً … ولا أملاً… لمسكين
دع التأمل…في الآمال… والحِقَب *** فما أراك ؟…وما أدراك… بالحين!؟
لي خطة يا إلهي … هل..لها أمل!؟ *** فإنّها : همتي … ظني … وتخميني
وخطتي أن أرى الإسلام … ينتشر *** يصاحب الناس…في كل الأحايينِ
وهمتي أن أرى الإنسان … ينطلق *** بأي أرضٍ ولو بالشام … والصين
أو في العراق وفي الإيران …والقطر *** أو في فلسطين حيث الحرب تبكيني
وأن أربـِّي … جيلاً …حاملاً همما *** جيلاً … يجاهدُ بالقرآن … والدين
وجاءت البيض بالإنذار…في قذلي *** إن المشيب بكل القهر … يعلوني
ومنذ ذلك … آجالي … تهددني: *** ألستَ للموت يوماً ماَ…بمرهون!؟
وها أنا… اليوم في حال من القلق *** فما العلاج الذي … بالله يشفيني؟
أمري إليك …إلـهي … لا تحيرني *** أرجو مزيداً … وخيراً … غيرَ ممنونٍ
لا الأمر أمري ولا التدبير…مقدِرَتي *** ولا الشؤون التي… تجري… بتقنيني
لا ظلم شأني ولا تمويه…من شيمي *** ولا مجاملة الأحباب … تُرضيني
إلا الرضا …بقضاء الله …والقدر *** فراحة البال … فيما الله … يغنيني
ذكرايَ في كل عام …إنها… عِبَر *** بها…أكاشِفُ…تقصيري… وتثميني